انا



لا ادري مالمشكلة في ان لا اكون صادقه ؟ على ايه حال لم اواجه احدا يناقشني فيما اكتب الا قليلا ، كما لو ان من حولي يحترمون كوني كاذبه محترمه، ويلجؤون سرا هنا لمعرفة حقيقة ما افعل!
فأنا ادعي الغرور لاخفي ضعف ثقتي بنفسي وخوفي من المستقبل ، اردد كثيرا انني اود الطيران في حين انني اخاف المرتفعات، ادعي الاهتمام باحوال الاخرين فقط لاشعر بأنني بخير ، ابتسم لاشخاص احترمهم وفي داخلي اناقض كل ما يقولونه وامقته بشده، انا ..
لست نقيه !

انا حقا .. لست نقيه ولا صادقه ولا اثق بنفسي، واتجرا على منح الاخرين الثقه بانفسهم، ادعي معرفه كل شيء وانا لا افقه شيئا..، لكم اكرهني ..، وحين احب شخصا فانني اكون عبئا عليه، واضطر للكذب من جديد حتى لا اسبب القلق لاحد، لاني اوقن تماما ان شخصا حقيرا بمقامي لا يحق له ان يسبب القلق لاحد، لا يحق له ان يطلب شيئا او يغضب من احد، وتلك حقيقة اعمل جاهدة لادائها، هذا ما يجعلني اود الاستقلال باسرع ما يمكن، يكفي انني اهدر الاكسجين اثناء تنفسي، – قالت لي ذلك صديقتي في مسرحية مثلناها في الثانويه، كان ذلك تابعا للنص، لم تدرك بانها تقول الحقيقة، اضحكني ذلك دائما – لست جيدة ابدا! بل انا مذنبه كبيره، هذه جميعها ليست مجرد حقائق، بل انها معتقداتي الخاصة والتي بفضلها اكون انا، و لن اتغير مطلقا !
فليكن، رغم كل مساوئي هذه فهناك اشخاص يهمهم امري، وقد يسالونني عن هذه التدوينة فساكذب عليهم ببساطة – قد اقول كنت مجنونة واشعر بالفراغ في ذلك الوقت ولكنني حقيقة في كامل قواي العقلية – ، واكيدة بانهم سيصدقون ذلك.
ايبدو هذا غريبا لفتاة كاذبه وغير نقيه وغير جيده مثلي؟ على الاقل .. حتى المذنبون يفرحون بوجود من يهتم بهم.

الحقيقه انني في مزاج جيد جدا وكنت على وشك ان اكتب موضوعا سياسيا بائسا كعادتي لكن حالتي المزاجية لا تسمح لي بالبؤس، اريد الحديث عن تلك الاشياء التي لا اجد لها اسما او وصفا، ولا ادري ان كان غيري جربها أم لا ..، وهناك أشخاص حين أفكر فيهم .. وغالبا أفكر فيهم قبل أن أنام .. أشعر بالغربة الشديدة، أشعر بالبرد في أطرافي، وهذا الشعور، لا أدري ماذا يسمى، الأمر يشبه إحساس الطفل بالالم، فالطفل أحيانا لا يبكي أو يشتكي حينما يشعر بالألم، لأنه لا يعلم أن هذا الإحساس البغيض يسمى ألما أو أنه يجدر به البكاء، ربما يبكي حينما يكون الألم “مزعجا” ، فالأطفال يبكون عندما “ينزعجون” من شيء معين، لنضع الأطفال جانبا، ما أتحدث عنه هو تجربتنا لأمور ومشاعر مختلفة لا نجد لها اسما، أو لا نعرف اسمها، حسنا .. مازلت قليلة التجربة ، ومازال أمامي الكثير من الأمور التي لن أجد لها اسما، واعتقد أنني حين يحدث لي ذلك .. فسأسميها بنفسي!