!! نصف ساعه فقط , وأتحول الى رجـل

دعكت عيناي المحمرتان بعد جهد وساعات طويلة من الدراسة ,نظرت حولي فإذا بغرفتي مقلوبة "فوقاني تحتاني"…الكلينيكسات المليئة بالجراثيم تناثرت هنا وهناك، وأكياس البطاطا الراقدة بشكل عشوائي بالقرب مني واوراق الدراسة الملقاة بجانبي ,بدون تفكير مددت يدي إلى بطل الماء المعاد ملئه 10 مرات على الأقل لاشربة بتلذذ.
دخلت والدتي إلى الغرفة وصرخت: ماهذه الفوضى!!هذه ليست غرفة فتاة..هذي غرفة بائع في سوق الجمعة… نظفيها الآن … اللي بعمرك فاتحين بيوت وعندهم أطفال وانتي خلج نايمة.

قلت محاولة لتلطيف الجو : أنا أفضل ان افتح مكتب محاماة خاص بي
قالت: يا جحا… البيت اهم من المكتب الخيالي
تنهدت والدتي وقالت بكثير من الحسرة: أما كان من الممكن أن تكوني ولدا !!!

دقت والدتي على الوتر الحساس فأنا أكره هذه المقارنات قلت بشيء من السخط : سأرتب الحجرة!!…

أغلقت الكتاب بالرغم من إنني لم انتهي المراجعة بعد ,وأخذت بتنظيف الحجرة… رميت بالعلب والأكياس الفارغة، لملمت مجلاتي وكتبي كلها ووضعتها داخل الكبت فهكذا أجدها أسرع… وأما ملابسي فقد رميتها بتراكم منظم داخل الكبت المسكين أيضا… ورتبت الملافع فوق بعضها على السرير فأنا ألبسها يوميا و لا داعي لوضعها في الكبت… ثم المهمة الكريهة إلى نفسي ترتيب السرير ومسح ماتحته مع اني اعلم أنه سيعود إلى ما كان عليه من الفوضى حالما أستعمله…

ثم فكرت… أنا منظمة جدا ومع ذلك تتهمني والدتي بالفوضى والإهمال…!!!

أخذت أفكر … حقاً إن والدتي تظلمني فأنا لست على هذا القدر من السوء، صحيح أنني تأثرت بالافلام الصبيانية حيث كنت دوماً أتشاجر مع إخوتي رفسا وضربا ولكما… حتى أن بنات العائلة صرن يرفضن اللعب بسبب طريقتي الثقيلة في المزاح واللعب والتي دائما ما كانت تنتهي ببكائهن وتأنيبي… لكني لم أهتم وقتها فقد كانت لذة الانتصار والتغلب على الخصم بالقوة البدنية شيئا لطالما عزز ثقتي بنفسي…

أتذكر حين حاولت والدتي علاجي بأن أجبرتني على المبيت عند بيت خالتي مرة لأتأثر ببعض القريبات اللواتي تجمعن عندها من أجل لعب الباربي,,فأحضرت كل واحدة معها دمى الباربي بكافة إكسسوارتها من ملابس و البيت والسيارة والمطبخ …

لا أدري لم شعرت بالغربة والإحراج كما لو كنت الخروف الأسود بشكلي النشاز وأنا (بالترينج) المخطط بالأسود والأبيض وبما أني أحضرت معي كيس الجمعية المعبئ بمجموعتي الغالية من السيارات الصغيرة… اقترحت لعبة أخرى مثل سباق السيارات او حرب السيارات

لن أنسى ماحييت نظرات بنات خالتي إلى بتعجب

وأيضا لم انسي وجه أختي حين رأت باربيتها تنشوي وتذوب في الفرن في وقت لاحق من تلك الليلة

وطبعا من يومها لم تتم دعوتي إلى اللعب معهم أبدا

مرت على هذه الذكريات المريرة سنوات كثيرة، لقد كانوا يعاملوني بلؤم شديد وأبعدوني من كل الحفلات والتجمعات البناتية، وصرن تحاشينني ويبعدن ألعابهن عني وكأني مصابة بالجرب

توجهت إلى المرآة ونظرت إلى نفسي...
لم أتغير كثيرا… ولكن لم يخطر ببالي يوما أن تتمنى والدتي لو كنت ولدا عوضا عن ما أنا عليه…
أعدت النظر إلى وجهي ثم أخرجت لساني -لا أدري لماذا-…

رأيت إعلان يتحدث عن عمليات جراحية ناجحة تمت لتحويل النوع من أنثى الى ذكر وبالعكس.. ثم وردت على بالي فكرة شيطانية ماذا لو تحولت إلى ولد؟ سأتخلص من الحجاب وأخرج وافعل ما يحلو لي

استعذت بالله من الشيطان، لا هذا ليس حلاً ... وقررت أن أجعل والدتي فخورة بابنتها الجميلة…
أخرجت ثوبا قصير قليلا بدون اكمام ولبسته ثم سرحت شعري ووضعت بعض الأصباغ على وجهي … وانتظرت أن تحضر والدتي لأفاجئها…
فجأة سمعت صوتا للمعلق فارس عوض ,ألقيت نظره خارج غرفتي فرأيت اخي وأبن خالي يتابعون مباراة كرة قدم يشارك فيها فريقي المفضل,, صرخت فيه: هيييه اخفض الصوت… أشار إلي بالنزول وهو يقول: مباراة قوية جدا … … قلت: أنا مشغولة… أخذ يشير بيده محمساً… سوف نخسر اذا لم تشاهديها
سال لعابي ونزلت على الفور…
أحسست بالضيق من طول الفستان لاسيما وأنه كان يعرقلني كلما حاولوا يسجلوا هدف و أردت أنا القفز فقمت بطيه ورفعته، بعد ساعة من التشجيع والتهليل شعرت بتعب شديد
ولم أتنبه إلى أن الأصباغ قد ساحت بفعل الحماس الشديد… وأن ثوبي قد اتسخ بالبوب كورن، وشعري قد تشعث وانتكش
فجأة خرجت والدتي من باب المنزل واتجهت حيث نحن وعلى وجهها تلك النظرة المتسائلة…
ما هذا الذي فعلته بنفسك؟؟ مشيرة إلى الفستان المعقود على وسطي والماكياج والشعر المنكوش…
تدخل اخي في هذه اللحظة وقال: أبو فهيد… - يسمونني بو فهد - شكلك أخذتي وحده عالسريع :P

وجدتها والدتي فرصة لاستعراض طفولتها الملائكية التي لا تخلو من المواقف ( البيرفكت) التي لو تنافسوا الملائكة عليها لما وصلوا إلى هذا الحد من الكمال


ذهبت مسرعه إلى سيارتي قاصدة العيادة التي قد قرأت عنها في صباح هذا اليوم وأملت ان يقوموا بتحويلي الى ذكر جميل يشبه جنسن أنكلس طرقت باب العيادة المتهالك فظهر لي عامل نظافة يبتسم وهو يقول ( سلام أليكم ماما) – لست اعلم لماذا ينادونني دائما بـ ماما والله لو ان أبي سمعه يقول هذه الكلمة لضربه وقتلني ليحفظ شرف العائلة ..

( البنت,العار,الشرف ) هذه هي الأسباب التي دعتني اجر قدماي إلى هذه العيادة التي وكأنها توشك على التهالك,المهم انه وبعد فتح الباب قال لي أن اجلس وانتظر انتهاء الدكتور من إحدى مراجٍعاته,جلست انظر إلى الحائط المليء بصور الهوليووديات – قبل وبعد- التجميل , استغربت كثيرا من وضعهم على الحائط بشكل يوحي كأنه هو الذي أجرى هذه العمليات التجميليه لهم,في هذه اللحظه أتى الدكتور يدعوني إلي الغرفة , أجلسني على كرسي لم يكن بأفضل حال عن تلك الكراسي الموجودة في غرفه الانتظار,المهم إنني ذكرت له عن حالي و مااريد , فبدا لي واثقا من قدرته على إجراءها , قال لي استطيع أن افتخر برجولتي بعد نصف ساعة فقط , غرز إبرة المخدر في يدي وأحسست بثقل جفناي وجسدي كله,حاولت فتح عيني لأرى مالي يحدث,شاهدت شيئا لم أكن واثقة منه بعد, (ابني) - عامل النظافة- يحمل المبضع والمقص ويحاول فتح جسدي للعبث بأعضائي الداخلية,حاولت الصراخ لكتني لم استطع.......

عندها أحسست بأن دلوا باردا من الماء قد انسكب علي … لم اشعر بنفسي إلا وأنا اقفز من سريري وارمي بالكتب الثقيلة في وجهه أمي التي أطلقت صيحة عاليه تطالبني بالاستيقاظ وإكمال تنظيف غرفتي, عندها شعرت بالحرج الشديد وبرغبة في أن تنشق الأرض و تبتلعني , و و و … لن أكمل الحكاية، وأعطي بذلك الفرصة للشامتين لكي يشتموا فيني…

سلام …