هم والطرشي

الطرشي : هو كل خضار يوضع في ماء شديد الملوحة داخل عبوة زجاجيه او بلاستيكية ويترك فترة حتى يفقد طعمه ويكتسب النكهة الحادة التي تلتصق به إلى الأبد (

...
استيقظ كل صباح على رنين منبه هاتفي النقال الذي لا اكره شيء في العالم وبشده كما اكرهه حين يوقظني كل صباح للاستعداد والذهاب لاقف ساعة وربع وقدمي تدوس على "البريك" بسبب الازدحام للوصول الى الجامعة.

أنا ابنة أمي وأبي ولست أية ابنه أنا أول طفل أنجباه بعد شقيقتي الكبرى سمتني أمي فاطمة مما جعل جدتي هداها الله تغضب غضبا شديدا بسبب تسميتي باسمها اعتقادا منها انها مازالت في عنفوان شبابها وانها لم تمت لنخلد ذكراها بالاسم ( فقط ) المهم انني أحب اسمي ولكل شخص نصيب .

اذهب إلى الجامعة حانقة وبين جفوني يحلق سرب من الطيور يمتد من الشويخ الى غرفتي يدعوني بشغف شديد للعودة إلى سريري الدافئ للنوم.

ادخل قاعة الدرس لأحضر محاضرة في التنظيمات الدولية ومعرفة كيفية سير هذه النظم والتعرف على اهداف كل منها و و و و الخـ . لتتغير المحاضرة إلى أخرى في الصراع بين العرب واسرائيل لأتعرف على اسباب هذا الصراع وبداياته حتى نصل الى يومنا الحالي لنتيقن انه لا يوجد حل كفيل يرضي الطرفين . و في طريق عودتي للبيت جلست افكر انني الان متعبه حد الهلاك سابحث عن سريري لأنام,فوصلت الى البيت وما ان وصلت للمرحلة الرابعة من مراحل النوم حتى استيقظ فزعه على صراخ يكاد أن يصيبني بجلطه فخرجت مسرعه لأجد (ابن خالي) يلعب مع اخي احدى الالعاب الالكترونيه ومن شدة حماسه كان وجهه كحبة طماطم كاملة الاستواء تملكني الغضب وقتها ومسكته من أذنه اليسرى واقتدته إلى باب الخروج وطلبت منه ان " لا يراويني وجهه " مرة اخرى وكان ينظر الي بنظرات كانه يقول لي ( انتي شريره ).

ذهبت الى غرفتي وفي عقلي المثقل أفكار شيطانيه تتفجر هل أنا شريرة بالطبع لا ولست اعلم حتى الآن هل أنا شريرة غير أن نظراته هذه جعلتني اعد للعشرة قبل أن اغضب مرة أخرى.


..

تحذير متأخر : الموضوع طويل جدا


..


على كل من يستخدم اتصالا مدفوعا ، فتح الصفحة ثم فصل الخط .!
وعلى كل من لديه خطط أخرى لهذا اليوم أن يؤجل هذا الموضوع ليوم آخر !
هذا الموضوع مخصص " للفاضيين" ، وموظفي الوزارات ، وسارقي خطوط الوايرلس من الجيران !!!
...



ما الفائدة من كل هذه المقدمة الطويلة ، المملة !
كل الأشياء المفيدة دائما مملة ، هذا لا يعني أن مقدمتي مفيدة ، حشا لا !
لكني أقصد أنها مفيدة لأنها تنبئ عن ماسيحصل بعدها ، هجرة الطيور المفاجأة ، وخوف الحيوانات غير المبرر ، وهرب النمل من عشه ، يدل غالبا على أن هناك كارثة بيئية !!
لكننا كالعادة نتفاجئ بالكوارث لأننا لا نقرأ المقدمات !!

ابنائك العاقين لا يصبحون عاقين ويرمونكم في الشارع او في احسن الاحوال دار الرعاية فجأة ..
لا بد وأنه كان يرفع صوته ، ويتاخر عن المنزل وكنت تمشيها له !
لا بد وأنه لم يكن يحضر معك لصلاة الجماعه ويتعذر أنه كان في الحمام ..
!!لابد انها كانت تبرر خروجها كل يوم وقدومها متاخره بأنها كانت تنجز فروضها المدرسية في بيت احدى صاحباتها
ولابد ان جاسم و عزيز و يوسف في هاتفها النقال ماهم الا زملاء في الجامعة فقط لاغير

لكننا كالعادة لا نقرأ المقدمات ..
قراءتك للمقدمة أعلاه تجنبك الكارثة القادمه .. شخصيتي ذاتها

فانا استطيع الكتابة دون توقف لمدة يوم كامل حتى وان كان ما اكتبه عباره عن كلمات متقاطعة لن تجيد حلها , فانا ماهره وبكل تاكيد في بث شعور الملل لدى من حولي

لكن الأمور لا تسير بهذا الجمال دائما ، فأحيانا أضطر للاستماع إلى أحاديث زميلاتي المملة مرارا وتكرارا !!

فأحد الزميلات اخبرتني بقصة صديقها الذي كذب ونصب عليها ، وكيف عاقبه الله عقابا مرعبا !!

تسحب نفسا عميقا وتضيق عينيها وتقول : هل تعرفين ماذا حصل له ؟!

أجيبها في ملل : لا طبعا !

تقول لي في حماس شديد : أصيب بسرطان في الدم ، والآن لا يستطيع النوم إلا بعد يأخذ إبرة ب70 دينار لتخفف الصداع الهائل الذي يشعر به ..

طبعاً هذه سادية عجيبة في اختيار العقاب ، سوف تروق كثيرا لكتاب المسلسلات الكويتية الهابطة ، أولا : كذب وخداع وخيانه ثانيا : عقاب شديد ، ثالثا : يخسر نقوده بهذه الإبرة التي يعلم الله وحده ما هي مكوناتها حتى تكون ب70 دينار !! المشكلة هنا انها تننسى دائما انها قد أخبرتني بالقصة من قبل ، ولكن مع نهايه مختلفة ، قبل اسبوع تقريبا كانت نهاية صديقها أنه تزوج واجر شقة وبعد ان اثثها تعرضت لحريق هائل قضى على كل مافيها من أثاث !والثالثه ان زوجتة توفيت وهي تضع طفلها , والرابعة ان زوجته ( التي يبدو انها عادت من الموت ) خانته مع اعز اصدقاءه , كما قلت من قبل , يصلح لمسلسل كويتي او اذا اراد النجاح فاليتبنى قصتها مخرج مسلسلات تركيه .
...

اسمح لي ايها القارئ " الفاضي " ان اخرج عن النص بسبب موقف حدث امامي للتو , انا الان جالسه في احدى قاعات الدراسية في الجامعة مع زميله لي و كانت هي تستمع لواحدة من أغاني ( دارين هايز ) اتت صديقتها لتجلس بجانبنا وقالت بتحمس:- الله يهديج بس ، طفي الأغاني .!

طبعا انا احترم وجهات نظر الاخرين و لا اكابر في الاستجابة لصوت الحق ، حتى ولو كنت أرغب بعكس ذلك ، طبعا اخضع للاحكام الديمقراطيه, فقامت زميلتي بالاستجابه لها وتوقعت ان تكون سعيدة بهذه النتيجه ولكنني كنت مخطئه , فلابد من محاضرة كذلك

قالت لها بأسلوب الفيلسوف العالم بجميع الامور : هل تعرفين ماذذا يقول ! وما ادراكي أنه لا يشتم العرب !!

قلت في نفسي : لااا أرجوكي توقفي ، الحكاية القديمة نفسها !
الكل يتآمر على العرب والمسلمين ..الكل يكره العرب والمسلمين الكل يشتمهم الكل يحاول الحاق الضرر بهم ...
هل لا زال هناك من يفكر بهذه الطريقة ..
صناع لعب الأطفال يصنعون لعبا بأسماء آلهة اليهود ! والافلام الكارتونية تصيب الاطفال المسلمين العرب فـــــقـــــــط بحالات الاغماء والجنون
المطرب الذي غنى : العرب كلهم خنازير !
أمريكا تصدِّر لنا حلويات وشوكولاه بمواد تؤدي إلى الامراض المستعصية والعقم !


( عقم مره وحده ؟ الله يصلح الحال ويهديكم بس ! الواحد لو يغيب عن بيت اهله بس خمس دقايق ويرجع يلقى ياهلين يدد انضافوا للعايلة !! )

هي ذاتها جلست تسهب بالحديث عن المخالفات الشرعية التي نقوم بها والملابس التي نرتديها (نحن ابناء هذا الجيل ) على حد قولها , ولست اعلم من اي جيل هي وكيف مازالت تدرس في الجامعة! ماعلينا المهم ان الحقيقة تقال , فهي محقه في جزء صغير مما قالته عن لبس النساء ، فلبس النساء فيه العديد من وجهات النظر ، لكنك لا تسلم من أن يتهمك أحدهم بالتخلف لو فتحت فمك في هذا الشأن ! والمرأة لا ترتدي ما يعجبها طبعا ، هي ترتدي ما يعجب الرجل ، اما ان ما ترتديه يعجب رجلها ويغضب بقية الرجال !
أو يغضب رجلها ويعجب بقية الرجال !
لكن المرأة التي لا ترتدي ما يرضي الله ، هي ـ غالبا تريد ارضاء الرجل !

المهم انها جلست حوال ال 20 دقيقه تتحدث عن السحرة واهمية الصلاة والدعاء للوالدين وللهداية والتوبه والخـ .

المهم ان ما اريد الوصول اليه هو سيكلوجية الافراد من حولي فمثلا في النموذج الاول وهو انا فكما رايتم انني انتقلت من موضوع الى اخر لا يمت بأي صله بالموضوع الذي قبله فقط لانني اشعر برغبة شديده في الكتابه وقدرتي على التنوع والتغير كمثل الطماطم في الطرشي فهذا النوع من الخضار تستطيع طهيه بأي طريقة تختار بل وحتى تقدر على اكله نيئا, ولكن يتبدل الحال بالنسبة للشخصية الثانية والتي لاتنفأ عن سرد الروايات الخياليه فهي كالباذنجان جميله له طعم جيد ولكن ما ان يغمس في ماء شديدة الملوحة* حتى يتبدل طعمه الى السيء وبالنسبة لي لاينصحني طبيب الجلديه بأكل هذا النوع من الخضار لانه يسبب لي الحساسية الشديده ولهذا فقد ابتعدت عنه ,,,, و عنها , في المثال الثالث تتمثل شخصية هذه الفتاة المتحمسة في الخضار التي كان لها طعم خاص في يوم من الأيام ! طعم يشبه كل البشر الاخرين الذين يعتقدون انهم سينالون رضا الله فقط عن طريق تأدية العبادات ونصح الناس بطريقة تقرب الى الجهل , فهم يرون أن رضا الله يكمن في تعديل عبادة الآخرين وعاداتهم وفق رغباتهم واهوائهم الشخصية !!
فهم اذن كالثوم حاد الطعم والرائحة وكريه عند اغلب الناس ولكنه وفي نفس ذات الوقت مفيد للانسان,وان وضع في ماء شديد الملوحه يصبح بلا طعم بل وان غالبية الناس الذين كانوا يكرهوه اصبحوا يستصيغون طعمه.


سوف اقوم بانهاء مابدأت الحديث عنه بفكرة ان لكل منا طعم وشكل خاص يحدده الناس لنا ومن لا نوافق رغباته يقوم برمينا لاقرب حاوية تحتوي على ماء شديد الملوحة .

اذن , فالمسألة مسألة طرشي لا أكثر ولا أقل!



* ماء شديد الملوحه :- هي المشاكل التي نواجهها في حياتنا