لقد تذكرتك... :"(






ليلة البارحة ناديت أحدهم باسمك ..
كل شيء حينها بدأ بالدوار حولي ..
استيقظت قبل الفجر .. سألت نفسي سؤالا واحدا ..
كم ينبغي ان يتحمل من هم يفكرون مثلي .. ثم اغمضت عيناي و أحكمت وثاق قلبي واستسلمت للنوم ..
امي تقول ان الدعاء يفرج .. اللهم انك تعلم اني احبك واحب امي واحب الدعاء ..ففرج يارب..


..
ها أنذا .. اكتب عنك بعد كل هذه السنوات .. اكاد أموت من الشوق ..
البارحة دارت بيني وبين امي محادثة طويلة ..
مثل كل مرة .. تسالني السؤال ذاته : شفيه صوتج؟ !!
وايضا اجيبها مثل كل مره : هاه .. ولا شي ماما !!

..

نسيت ان اخبرك .. خالي احمد لم يزل على نفس الحاله التي تركته .. وخالي محمود ترك بيتك واتى ليسكن معنا لحتى انتهاء ترميم بيته وسكن مكانه اخته فريدة ,, امي و خالتي ليلى لم يزلن على حالهن هذا ,, حبيبتك وقرة عينك , عمود بيتك صامدة الى الان ترعى والدها و ايضا تتمنى لو تشتم رائحة ملفعك ولو لـ5 دقائق , مريم و مهدي تزوجا..
مريم لم توفق .. في حين رزق مهدي بصبي جميل اسماه " محمد".. ولكن حبهم لكي لم يتغير ..
زينب تحاول تمالك نفسها امام العواصف التي تشنها لها ابنتها .. وعلى فكره ,, هي حامل بطفلها الثاني :)
اما انا مثلما انا .. مرتبكه طوال الوقت .. وان كنت ابدو احيانا انني بخير .. ولكنني والله يعلم لست كذلك ابدا ..
..
البارحة فقط .. تذكرتك .. و مثل كل مرة افعل ..
اقف بسيارتي على جانب الطريق .. ثم ........
اسنرجع الذكريات .. كنت اتحدث معك .. اتذكر جيدا اخر مرة رايتك فيها ..
اخر مرة تحدثنا .. اخر مرة ناديتني فيها باسمي ..
..
كل السنوات التي مضت وانا اتذكر هذه التفاصيل
..

نسيت ان اخبرك .. انا هنا .. في مكان ما .. في زمن ما ..
لا افعل شيئا له قيمة ..
امضي اليوم بأكلمه استعيد قلبي من الموت ..
وافكر كيف يمكنني ان استعيد احبتي ..
اليوم .. يبدو بالنسبة لي اكثر كآبة ..
..
..
صديقتي تحدثني دائما وتردد : ياحبيبتي لا تفكري كثيرا في التفاصيل ..!!
هي طيبة القلب كثيرا .. ولكنني لا أملك أن أطيعها ..
..
هاتفي يرن باستمرار .. لا أريد الرد على احد ..
منذ اشهر لم افعل شيئا له قيمة ..
لم التق باحد يحرضني على الحياة ..
كل الاشياء لي متشابهة ..
احيانا اشعر ان الموت يتربص بي في زاوية ما ..
ولذا كل صباح .. أحمل حقيبتي وكتبي .. وافكر .. هل سأعود لغرفتي في المساء ؟ ..
..
..
اعذر كل من حولي .. قالوا لي أنهم يشعرون انني قد تغيرت منذ اشهر قليلة ..
يبدو انني كذلك فعلا ..
يبدو أن التفاصيل هي السبب ..
...
نسيت ان اخبرك .. احاول ان اتحاشى امي كثيرا و خالتي ليلى ايضا ..
فهم يذكرونني بك كثيرا ..
لفترة طويلة تحاشيت امي .. تحاشيتها كثيرا ..
لا اريد ان افزعها وهي في حزنها ..
اخشى ان أقول لها شيئا فتكتئب .. اعرف جيدا ان قلبها أرق من أن أخدشه بكلامي عنك ..
جدي .. جدي حزين اكثر منا .. حزين كثيرا ..
اعرف جيدا انه يفتقدك اكثر مني .. اعرف انه يذوب ولكنه لا يخبر احدا ..
بعد كل هذه السنوات .. اعرف من نبرة صوته انه حزين لاجلك .. لأجل اولاده .. لاجله هو ايضا ..
..
نسيت ان اخبرك ..
جدي يسألني عنك .. وعن صحتك .. ولا اعرف ما اخبره عنك ..
في آخر مرة هاتفته بها ، سألني عنك .. ثم قال : "والله إني ادعيلها في كل صلاة .."
جدي يدعو لك بالاسم ..
أردت ان اخبره .. ولكن ما الذي يمكن ان اقوله لإنسان يحاول جاهدا تجاهل الحقيقة؟
لانسان اغرق الموت من احبابه الكثير؟ ..
..
نسيت أن أخبرك ..
البارحة تذكرتك ..
تذكرت جيدا كل مرة تحدثنا فيها سويا ..
كل المرات التي آذيتك فيها ..
كل ضربة اعطيتني إياها ..
تذكرت كل الشتائم التي تطلقينها علينا اذا آذيناك
كل مرة اتهمتنا بها ظلما بأذية الاخرين لانك كنت تريدين تعليمنا حسن الخلق
كل مرة جلست فيها بجانبك العب بيدك ذات التجعدات الكثيرة واتمنى في داخلي ان لا تصل يداي الى هذه المرحلة من التشوه
تذكرت كل قصصك التي كنت تحكينها وابتسامتك الجميله لا تفارق وجهك القمري
تذكرت صوتك الموسيقي وهو يعبر قلبي إلى قلبي حين تقولين معاتبة " دشتي بلشتي "
تذكرت رائحة ثوبك المخصص للصلاة
..
..

نسيت أن أخبرك ..
لقد تذكرتك البارحة يا جدتي زهره..

رحمك الله ... رحمك الله















قابل للتعديل لحين عودتي مرة اخرى