فـشـة خـلـق سـياسـية







بدوي ,, حضري ,, اصيل ,, بيسري ,, متجنس ,, ابيض ,, اسود


تاصلت هذه الاختلافات في مجتمعنا و ساهمت بشكل مباشر في تقسيم المجتمع الكويتي,صحيح ان هذه الخلافات لا زالت موجوده و لكن تم نسيانها مؤقتا بفعل وجود لعبة جديده يستمتع فيها الكبار قبل الصغار و هي لعبة التيارات و الاحزاب ابعدنا الله عنهم و رد كيدهم في نحرهم بداية حينما انضممت الى المجتمع السياسي استبشرت خيرا و فكرت ان هذا المجتمع الصغير الواعي سينشر الوعي لمن حوله لكن للاسف رأىت ان البعض يساهم بشكل كبير في تفرقة المجتمع و شحنه, ربما اكون انا منهم

فقد اقول كلمة تساهم في ذلك لكني بدأت احتسب خطواتي كثيرا و حاولت تعديل سلوكي في تعاطيي مع مثل هذه المواضيع ليس خوفا من شئ لكني لا اريد ان اساهم في فتنة تشتعل اكثر فاكثر و تزرع التفرقة و الكراهية في هذا المجتمع اكثر مما هي موجوده, فتذاكر الكراهية اصبحت توزع مجانا بيننا , سابقا كنا نعاني من التصنيف بين التيار الواحد تيار الملتزمين دينا وتيار القوميين الوطنيين شكلا وفكرا

فهذا اسلامي و هذا قومي و هذا اخواني و هذا ليبرالي و هذا سلفي و هذا علماني و هلم جرا , فكل تيار يكفر الاخر ويلقي عليه التهم بالمجان ويلبسه ثوب الفكر و الخروج عن المله , فقط لانهم كانوا بيادق و دمى بيد الكبار يعبثون بهم كما يشاؤون من اجل مصالحهم الخاصه , ربما البعض قد لا يعرف ان هناك تقسيمات داخل التيار الواحد وهي متشعبة جدا و معقده بشكل جدي وليس هناك مجال لشرحها الان , و لكن كانت موجوده ففي بعض المنتديات كنت خير شاهدا, فمن خلال تواجدي كزائرة في سن مراهقتي كرهت و الله بعض المشايخ و بعض الأشخاص مع اني لم اتأكد من صحة ما قرأت عنهم و لم اتعمق في دقة كلامهم بسبب تحذير اولئك من التعرف عليهم لانهم شر محض , فتجنبتهم خشية الفسق و ان لا اكون علمانيه او متطرفه في ديني , ويلبس علي في ديني و اصبح مثلهم من الضالين المضلين

اصممت اذني عن سماعهم لانهم فقط بمقالة واحده اتوا بمساوئ و صفات و الفوا قصصا قيلت في هؤلاء , و روجوا لها على نطاق واسع بتعاون مع شلل محترفه تجدها في كل موقع يعملون باحترافية لا تخطر على عقل , حتى اقتنعت انت بانهم في لهذه الدرجة سيئون , فتكرار الامر عليك يقنعك بصحته خصوصا اذا وجدت ان الامر نفسه يتردد عليك كثيرا اكثر من مرة و باشكال مختلفة لا مجال لديك سوى ان تصدق ان ما يقولون هي الحقيقة , و لكن متى ستعون ! متى ستفهمون ان ما يحصل كله خطا و كله فتنه و نحن وقودها الذي يحركها, نحن من يساهم في تاجيجها و نحن اول من سيحترق بها .

لذ كنل نحن حقا ننشد الاصلاح فلنكن مصلحين بمعنى الكلمة و لا نكن مخربين بهدف الاصلاح , فحينما نقوم بوضع المجهر على امور صغيرة و نكبرها و نعظمها و نزيد سوءها سوءا لا يعتبر هذا اننا نقوم بالاصلاح, فهنا كل ما نفعله هو اثارة فتنة و زعزعة و تجييش الصدور على جهات معينة من غير فائدة , اريد تنبيهكم على حقيقة اننا قد نكون ادوات مخربة رغم ان رغبتنا هي تنشيد الاصلاح و لكن خطواتنا الغير مدروسه و تصرفاتنا العشوائية هي التي قد تساهم في تقسيم و زعزعة لافكار و عقول قد تكون ليست مستعدة لمثل هكذا فكر , فيتصرفون بشكل خاطئ بناء على اقوالنا و ما قلناه لهم

حينما ارغب بمشاهدة فيديو على " اليوتوب" لـحيوان , طفل , و حتى برنامج طهي , اصدم بما ارى من تعليقات خارجة عن موضوع العرض ودخول المشتركين بمواضيع تخص المذاهب والتيارات, و حقيقة استغرب من كيفيه وصولنا الى هذا الحال, كيف انسونا قضايا مهمة و اشغلونا بتوافه و صراعات لا ناقة لنا فيها و لا بعير اصبحنا حقا دمى من خيوط يتم تحريكنا في صراع لا نعي مدى عمقه و لا سعة حجمه من اجل افكار وايدلوجيات مخفية نحن لا نفقه لم وجدت ؟ و لا من اين انبثقت ..؟ و لا الى ماذا تهدف ..؟ لا تظنوا ان كل ما يحدث محض صدفة او هي قرارات عشوائية, ان هذه الاحداث كلها مدروسه خطوة بخطوة لحظة بلحظة يتم اطلاقها و رصد ردات فعلنا تجاهها و ثم حشد ردات الفعل توجيهها لنقطة ما ارادوا سواء لمحيها او تعظيمها , نحن مجرد دمى يا ساده هذه هي الحقيقة وبيدنا ان نعي و نعود بشر نتحرك بكامل ارادتنا أو نظل نتحرك وفق هواهم , دعونا نبتعد عن التصنيف ولنفهم رجاءا ان االاختلاف سنة الله في ارضه و انه ليس علينا اجبار الجميع قولا او فعلا ان يكونوا نسخة منا حتى نرتاح و نريح اقلامنا المسلطة كالرصاص عليهم.