احـذر تــَهـور الاخــريـــن ...




صوت جرس انذار السرعة قوي جدا لكنه لا يزعجنني , لقد تعودت عليه جراء سرعتي المذهلة , كنت أطير كالصاروخ , وصوت الموسيقى يردح في الجو , والسماء ملونة بأضواء كثيرة , وأبقى أطارد هذه الحزم الملونة إلى أن أزهق ,في احد الأيام كنت أشعر برجلي " تدوس" بقوة على البنزين, لكني ولسبب لا اعرفة توقفت عن الطيران , وما عادت السيارة تغني وتردح أو حتى تضيء.

عدت الى وعيي مرة أخرى .. هناك ضوء قوي يحاول ان يخرجني إلى مكان مظلم,,أحاول المقاومة ولكني لا استطيع فعيني المتورمة تحرقني بشدة, مفاصلي , عظامي , جروحي , كلها تؤلمني بشدة ,,إنني أتساءل أين ذهب الجميع!! .. ماذا يحدث هنا؟! الأبواب .. النوافذ .. كلها صامتة .. حتى هذا التلفاز بدا صامتا ؟ لا هواء يشق المكان , لا رائحة طعام , لاشيء يتحرك في هذا المنزل إلا هذا الضوء الخافت الذي يحاول الإمساك بي


الجدران , التحف , التلفاز , النافذة , كتبي ,حقائبي, مابكم ؟ .. لماذا يكسوكم الغبار والصمت والبرد ,,, كم هو غلافك قذر يا كتابي العزيز .. سأمسح عنك الغبار .. سأمد يدي ولا تخف مني .. لن أؤذيك .. لا تقلق من لونها الأحمر و الأخضر والأزرق .. لن ألطخك بها .. لا تكن أحمق مثل أولئك الذين يرتدون الملابس البيضاء عندما أدخلوني إلى تلك الحجرة الباردة المليئة بالصخب ,والبكاء والعويل, وطنين الأجهزة,, سمعتهم يقولون كلاما كثيرا متقطعا"…. نزيف داخلي , تجلط , انفجار الرئة اليسرى , ألوان كثيرة تند...ق مـــ..ها ,, " آه بدأت الأصوات تحتفي" ,,, نـأسف لــ...د حا..لـنا ولــكنــهــ... " لألا ليس الآن أريد أن اسمع !! " حـــا..ل , مرة ا..رى , لــ..ــد مـــــاتـــــت" !!!!..... " من هو الذي مات ياترى!!! .. بالطبع لست انا .. هذه ليست سوى ألوان غبية !


.. وانا متعبة وبحاجة لراحة طويلة !!







ماذا تريد أنت؟؟…. نعم أنت الواقف هناك تنظر إلي بنظرات تدل على السخرية.. كف عن التحديق بي واخبرني مالذي يحدث هنا.. ما سبب هذه الألوان الحمراء و الزرقاء والخضراء التي تنتشر بجسدي!! أشار بيده إلى التلفاز .. اقتربت منه محدقة في شاشته السوداء لماذا يا ترى لا أراني .. لقد تم تنظيفك.. لم يعد هناك غبار على شاشتك .. ومع هذا لا أرى صورتي عليك .. مابك .. ألا تراني .. أو ربما لم تعرفني ..ولكن لماذا تعكس النافذة التي خلفي والكنبة والطاولة و لا تعكس صورتي !! .. انظر إلي ..انا هي التي كانت تسهر معك طوال الليل جالسة على تلك الكنبة التي تعترف بها الآن وتنكرني أنا ..!هل نسيت .. كم مرت الليالي سريعةً خفيفةً قائمةً بثلاثة لا ينامون .. أنا والكنبة وصورتنا المنعكسة على شاشتك !! ما بك , لا تأبه حتى ببكائي؟! .. لماذا لا تعكسني .. أين هي ملامحي .. !!لماذا تظهر مفاتيح السيارة التي امسكها أمامك الآن ولا تظهر حتى يدي ..!ربما لأنك نائم ,. لا عليك سأوقظك .. أين "الريموت" .. أين اضغط ..آه نعم .. هنا ..آسفة ولكني سأوقظك الآن :








نـقـل الـى رحمة الله تعالى:


(........) عن عمر يناهز الـ (..) عاما


انـالله وانا اليه لراجـعون


ما الذي تتفوه به يا أحمق .. أين صحيفة اليوم؟ "الألم بدء يزداد الآن" ..آه هاهي الصحيفة...الصفحة الاخيرة سوف تثبت مدى حمقك أيها التلفاز اللعين,,اممم :-





" أودى حادث مروري مروع على طريق الملك فيصل بحياة فتاة في مقتبل العمر , وذكرت مصادر أمنية إن سبب الحادث الذي وقع بين السيارتين هو التجاوز الخاطئ لإحدى السيارتين وانتقالها إلى الخط الأخر من الطريق بسبب السرعة الزائدة "







ااااه .. لقد كنت تقول الحقيقة أيها التلفاز .. امن اجل هذا ما عدت تعكسني ..!!لقد نطقت الحقيقة يا تلفاز .. لقد كتبتي كل شيء يا صحيفة .. حتى اسمي ذكرتموه .. لكنكم لم تخبروني .. لم تعلموني ..














هل قـــتــــلـــــت احــــدا ً ...؟!