اليوم عدت من رحلتي الى مشهد والتي من خلالها قمت بزيارة ضريح الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام, في اليوم الثاني للرحله ذهبت الى الحرم و كان ككل يوم، خيم الهدوء بعد تأديتنا لصلاة العشاء، فقد انشغلت الحناجر والأصابع بالاستغفار والتسبيح والتهليل، وانضممت إلى الجمع المبارك، اسبح الله عزوجل، وخلال تسبيحي اتعمد ان لا اطلق لعيني عنان التجوال متجنبة الأحاديث الجانبية التي قد تقطع علي تسبيحي فأنسى عدد التسبيحات التي تبقيت لي. قبيل انتهائي سمعت صوت طفلة بريئة تجلس بجانبي! قالت شيئاً لم أتبينه في البداية فهززت لها رأسي لأفهمها أنني على وشك الانتهاء فلم تفهم! فسمعتها تقول: إنجلش؟! فتوقعت أن تكون أجنبية وتسألني إن كنت أتحدث الإنجليزية ذلك لانني لا افهم الفارسية، أومأت لها فظنت أني لا أتكلم العربية فسألتني باختصار قائلة: كم ركعة! ففهمت أنها تسأل عن عدد ركعات الزيارة! فانتهيت وأجبتها باللغة الإنجليزية!! فبدا لي أنها لم تفهم! فقالت: عربي؟! قلت: نعم! يصلي 2 ركعة! فقالت انا سورية! فابتسمت وحييتها!! ثم تذكرت موقفا حدث لي في العام الماضي في نفس المكان حين كلمتني احد السيدات تريدني ان أكلم السيدة التي بجانبي عن امر ما فأومأت لها للسبب نفسه فقد كنت اُسبح! فالتفتت لصديقتها قائلة, شكلها ما تفهم يمكن باكستانية!!!! للمرة الأولى أكتشف أن ملامحي باكستانية فقلت لها: لا والله أفهم!! فاحمر وجهها وخجلت واعتذرت مني عدة مرات!! لا بأس..! فهذا مما يثلج الصدر أن تجتمع الجنسيات المختلفة لتجمعنا الطاعة ويجمعنا اللباس الأسود المحتشم، نعم قد يحدث هذا حين لا يكون للحشمة وطن..!