....و نسوكَ بداخلي



الوحدة تغرب على تفاصيل يومي
و انا لا اكاد استسيغ وجودي في هذه الحياة دونك..
لماذا لم تعلمني قبل ان ترحل كيف أكفَّ الحُزنَ عني فلا يطالني ؟
انتَ المُلام في كل شيء ..لم تتركني حتى لي ..
تشبَّعتُ حُزناً ..ألماً ..و أصبحثُ ملائةً للأيامِ الفارغة ..تفرغُ بداخلي كل شيءٍ أبيض ،أعجز عن التعبير عنه ..
عيناي متورمتان إثرَ البُكاء و الحنين يصفعني لأتيقظ بشراهة العاقل أن يفقد عقلهـ ..
أنتَ في داخلي عُقدةَ حزنٍ عميقٍ لا ينفك ابداً ،،ألمٌ يصرخ و يصرخ و يصرخ فلا يأبه بآذانِ الباكين ..
و أنا أولُ الباكين ، و أكثرهم أزيزاً في صدرهـ ..

ضحتك ..صوتك ..تأففك مني ..و حضنك ..حضنك الذي أراه يضيق ان اتسع لغيري ..
و أنا طِفلتك الصغيرة كما عهدتني ..أقدم لك زهورَ النرجسِ التي تحبها فتحتضنني بقوة ..و تقول " أنتِ نرجسيتي ..أنتِ و حسب .."
وأدتني في داخلك ..فكيف بموتك للحياةِ بداخلي أن تستمر ؟!

هم عبروا على رفاتك و بكوا قليلاً و من ثم رحلوا ..
لم يتطلعوا خلفهم رويداً ، فيجدونني احفر قربَ رفاتكَ رفاتاً آخر بعينين حمرواتين ..و يداي الصغيرتان لازالت تحمل رائحة عطرك و قليلٌ من خصلاتِ شعرك ..
لم ينتظروا حتى انتهي من حفرِ رفاتي ليصلوا عليَّ صلاةً أخيرة ..و يبكون قليلاً و يرحلون ..
لم يستطع أحدٌ منهم أن يراني و أنا اتحجر بملامحِ عجوزٍ عشرينية تقابل الموتَ أول مرة..و تعرف الموتَ أول مرة ..و تجرب الموت أول مرة ..
لم يلامس أحدٌ منهم كل هذا الهلع يفترُّ بداخلي ..و يجعل مني نحيباً بائساً في رصيفِ الموتى ..
فالأقنعة تحجبُ الكثير الذي عجزوا أن يروهـ بي ..فقط لأنك علمتني أن لا قناعَ لمن هم مثلي ..
و كان بحوزتك لي آلافُ الاقنعة ، لم تعيرني في حياتك منها واحدة ,,و عندما متَّ..لا أدري أين خبئتها ..
و لكني أعلم يقيناً أنها في مكانٍ لا أراه ..
قل لي فقط ..؛
لماذا لا تموت بداخلي و تخلصني منك ؟
لماذا لا تنحل من ذاكرتي فلا أعرفك ؟!
لماذا دخلت بحياتي و أقمت إعوجاجها لتتركني عابر سبيلٍ منكوس ؟!
و أنا ..كيف لي أن ألتمَّ مع هذا الفُجِّ الكبير من الحزن المتسمِّر بداخلي ليستحلَّ وحشاً قرمزياً يلتهمني مع أحلامي معك ؟!!

منعوني أن ألامسّ ملابسك ..أو أمسك بأشيائك الجميلة ..
احرقوا دفتر مذكراتك معي ..و رسائلنا لبعضنا ..
أخذوا كل شيءٍ لك من حياتي ،



و نسوك بداخلي ..