أنا الان في حالة هيستيريه,كثرة الاشغال تكاد تنهك عقلي وجسدي,حالتي تستدعي الرفق,فانا الان لا استطيع استيعاب كلمه واحده من الكتاب الذي بيدي,,اعتقد انني بحاجة الى الراحه ولكن من اين تأتي الراحة وبالي مشغول بهذا الكتاب اللعين.. على اية حال ساحاول الهروب بتوجيه تفكيري الى منحنى بعيد عن القانون والقضايا الغبية ففي الاونه الاخيره كنت افكر بيني وبين نفسي عن اشق واصعب مهنه على وجه الارض والتي كلف الله بها كل اب وام فكنت اقول كيف يستطيعان ملء الورقه البيضاء بحبر حكمتهم وخبرتهم في الحياة,,ولكني في الاونه الاخيره اصبحت اشك بوجود شيء اسمه تربيه صحيحة في مجتمعنا الشرقي فالذي يُخَط ُ(بضم الياء) بهذه الورقه البيضاء من قبل الوالدين عادات سلبية اكثر منها ايجابية ,,فمن الخطا ان نتمسك بالعادات والتقاليد الغبيه وننقلها الى ابنائنا فنحن بهذه الطريقه نكون دمرنا مستقبلهم بطريقه او بأخرى ,, فسياسة "العيب و الحرام" التي تتبعها معضم الامهات في تربية ابنائها زرعت في داخلهم مفهوم خاطيء عن الاشياء فمثلا عند بلوغ الفتى تبعد الام نفسها جسديا وعاطفيا عنه وقد يصل الامر بها ان تبعد خواته عنه ايضا بعذر ان التقبيل او الجلوس بجانب الفتى البالغ مهما كانت صلة قرابتي منه عيب وحرام هذه الفكره كونت بداخل هذا الفتى رساله خاطئه حول العلاقه الحقيقيه بين الابن وامه او الاخ واخته وتتيح له الفرصه لا اشعوريا بان ينظر اليهم بنظره تختلف تماما عما كانت عليه من قبل وايضا قد يكبر وهو يشعر بنقص في العاطفه وهذا يؤثر فيه سلبيا في المستقبل فهنا اناقض المثل القائل فاقد الشيء لا يعطيه فقد يعطيه.. ويعطيه بغباء ايضا ولانه فاقد العاطفه والحنان داخل اسرته سوف يبحث عن هذا الحب خارج اسوار بيته كما يحدث مع معظم شبابنا..فالتربيه التي تتحدث عن العيب والحرام دون اي تفسير واقناع بصحة ما يقولون تربية فاشله فقد يستطيع ابنك ان يمثل دور الملاك البريء امامك ولكن وما ان تبتعد عنه تجده لا يتورع عن فعل الاشياء المحضوره برايك,,فالتغيير بالداخل لن يحدث اذا لم هناك اقتناع داخلي .. اذن لابد من وجود وازع داخلي ولا يتحقق هذا الشيء الا بجلسة مصارحه بين الابناء وابائهم يجيب فيها الاباء عن كل مايجول بخاطر ابناءهم وتحذيرهم بالاشياء التي قد يقعون فيها بالخطا في المستقبل وكيفية تجنبها بكل صراحه دون عيب وحرج ..فتذكروا ان تربية الطفل الواحد عباره عن تربية جيل من الاجيال القادمة فلا تجعلو غيركم يدفع ثمن جهلكم
وختاما
اذكركم ببيت الشعر التالي :- " ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلا..إن اليتيم هو الذي تلقى له أما تخلت او أبا مشغولا "
