حـيـاة مــكـــركــبــة !!



لم نعتد على العيش دون خادمة .. خادمتنا الأخيرة سامحها الله غادرتنا بطريقة تدل على مكرها او غبائنا .. المهم اننا ومنذ مغادرتها كانت امورنا تمشي باعتياديه .. لكن مؤخراً، لم أر بيتنا في هذه الحالة من " المزبله" اذا صح القول .. ترى ما الذي تغير؟!!


ربما لأنني على مشارف التخرج، و أختي تنتظر الوظيفة الوردية التي بدأ لونها يبهت نتيجة التعفن , اذن فكلنا عالقات في أزمة مشروع، إخوتي يدرسون كلهم، و أمي مشغولة بالمؤتمر الذي سيبدأ بعد أسبوعين، كانت مريضة عدة أيام أيضا، وبالنسبة لوالدي فهو ... هههه تخيلوا للحظة فكرة ان يقوم والدي و اخي بأعمالِ المنزل بدلاً عنّا؟!!عن نفسي لا أستطيع رسم الصورة في خلفية تصوري, ليس لشيء ولكن اخي يعتقد ان النساء هن فقط المكلفات بامور المنزل ,, يكفي أن يترك اكياس القمامة عند باب البيت ويتطلب من والدتي يوما كاملا من الترجي حتى يتلطف و يرميها! " هداه الله "!

بالنسبه لمحاولاتنا في احتواء الأزمة في منزلنا قسمنا المهام، طلاب الثانوية يرتبون اغراض الثلاجة و يخرجون القمامة للشارع..وتنظيف طاولة الطعام .. طلاب الجامعة صاروا سائقين بدوام نصفي لصالح أغراض المنزل، و لأخوتهم في الثانوية,,اما بالنسبة للعاطله عن العمل فمهمتها الوحيده هي "النوم ".. وتاتي أمي لتتولى طهو الغداء و غسل الصحون في المطبخ وتنظيف البيت .. و لكن لا اعلم لماذا ما زال بيتنا في حاله مكركبة، فقد تحولت أحد الصالات إلى غرفه خاصة لقنينة المياه و الملابس والكتب و و و

ولكني أحمد الله أنني من احد افراد هذه العائلة السعيدة، و حين أقول سعيدة فأنا أعنيها حرفيا.. ابتداء من جدالي مع شقيقتي و الذي يتحول الجدال ببساطة إلى عراك شرس تنشب فيه أظفارها بوجهي في الوقت الذي "اكوش" فيه شعر رأسها... أو نقاشي مع والدي بخصوص برنامج سياسي تركنا موضوعه و أخذنا نعلق على الوطن و "بلاوي " الوطن ! .. و انتهاءه بمناداته لي بـ "عميلة لامريكا"

أحب حتى حواراتنا التافهة، الكلمات التي يرددها اخي في كل مرة بعدما أسأله: تحبني ا
م تكرهني!؟ ليرد: أحبك كما احب امتزاج الحليب بالشاي،واكرهك كما اكره شوكلاة " كندر".. ثم ابدأ بالشجار معه لانني اعلم مدى كرهه "للشاي والحليب" وعشقه لـشوكلا "كندر" .


يوما ما ساذكر الايام التي اعود فيها من كُليتي جائعة لاجدهم قد تناولوا الغداء قبلي ، و لا ادري ان كنت ساكون في نفس المزاجية التي امارسها الان بشمر عضلاتي وفرد لساني اعتراضا على كل القرارات العشوائية في منزلنا ام انني سانضج و اكبر و اتغير، و تتغير معي مزاجيتي في كل شيء، حتى على نفسي، و على غرفتي ,, الغرفة التي بعدما كنت اخصص يوم الجمعة من كل اسبوع لترتيبها، صرت افرح لو وجدت الوقت لها في الشهرِ مرة او مرتين... و في هذه المرات بالتاكيد انني كنت ابحث عن شيء ضائع تحت كو
مة الملابس والكتب,,. ربما تكون فردة حذائي .. او عقــلي !!