قبل فتره ليست بطويلة كتب " نبيل العوضي " مقالا وصف فيه الغير محجبات بأوصاف تقرب الى العهر بسنتمترات قليلة, وطبعا لاقى هذا المقال اعتراضا شديدا من قبل بعض النساء اللواتي شعرن بالاهانة نفس التي شعرت بها عند قرائتي لمقالته,ولكنني آثرت ان لا اعلق عن هذا الموضوع نظرا لان معظم ماقرأته من مقالات كان يعبر عن وجهة نظري,المهم انني حاولت ان ابعد التفكير بهذه المسأله في الوقت الحالي فقط , الى ان بدأت علاقتي تتطور مع صديقة قديمة فرقتنا المدرسة و جمعتنا مرة اخرى الجامعة , في بداية التقائي بها ترددت من الذهاب اليها والقاء السلام , والسبب يرجع الى ان التي كنت اعرفها ترتدي الحجاب وهذه التي امامي كاشفة لشعرها,تقدمت ببطء بالقرب منها وما ان رأتني حتى بادرتني بسيل من القبلات, وطبعا اول سؤال طرحته هو " اين ذهب حجابك ! " قالت لي انها خلعت حجابها الذي ارتدته قسرا من قبل افراد عائلتها , فهي اجبرت على وضعه على رأسها دون اي رغبة من عقلها , زوجها وهو انسان متدين لم يفرض عليها اي شي ومؤمن بأن المرأه ستحافظ على نفسها حتى لو كانت بلا حجاب.
لو كان لدينا ساعة زمنية لطلبنا منها ان ترجعنا الى زمن الثمانينات والسبعينات وحتى الستينات سنرى ان الكثير من النساء لم يكونو يرتدون الحجاب والحياة عاديه جدا وحياتهم تسير دون مشاكل كبيره وحتى الرجال كانو في ذلك الوقت ليس مثل رجال هذا الوقت فبعض رجال هذا الوقت لو شاهدوا امرأه مثلا بتنوره قصيره تصيبهم حالة من الصرع كمثل تلك التي تصيب خادمتنا كلما قلت لها " بليز كلين ماي رووم " . فالان اصبح الرعب وكأنه سحابه فوق رأس اي شابه غير مقتنعه بالحجاب وستمطر عليها اللعنات والفتوات ان لم ترتديه , على كل حال الشابه كانت مقتنعه بما فعلته وفرحه وكانت مستعده الى تقبل كلام الناس والعبارات المتوقعه من بعض الجاهلين , بعد فتره شعرت الشابه بأن زوجها تغير معها بعض الشي وكان هذا الامر تلقائيا واصبح لايحب الذهاب الى بيت والده و بعد فتره من الزمن تأزمت العلاقه نوعا ما بين الاثنين وتقول ان هناك من قال لها انها ستصاب بداء الثعلبة وهناك من قال لها انها ستصاب بمرض او مصيبه ما اضافه الى ان فلانه قالت لها ان هناك سيده فعلت ذلك وحلم بها احد اقاربها بان شعرها محروق .. ليس هذا فقط فكلام الناس الذي لايرحم تخيلوا امرأه تترك الحجاب انها فاسقه .. صديقتي بقيت خائفه الا انها وبين نفسها فكرت وقالت فلأجرب والاحظ هل الله سيغضب بالفعل وسأتابع حالي وماسيجري معي , تركت الحجاب وبقيت فتره ولم يحصل لي شيء ومر الوقت ولم يحصل شيء بل لاحظت ان حياتي عادت كالسابق علاقتي بزوجي اصبحت جيده مع العلم انني اصبحت غير مجبره على تحمل كلمات الناس المسيئه, ان كلام الناس الذي يقال لايرحم في بعض الاحيان وعجبي لماذا نسمع دائما بأن الله سيلعن فلان وعلان لماذا لانذكر صفاة الله الحميده وانه رحيم ويغفر الذنوب , لماذا نرى الشيوخ دائما يلعنون ويقولون غضب الله ولعنته ستلاحقكم وستدخلون نار جهنم , نسمع فتاوي كثيره تجحف بحق المرأه
فرق الله الانسان عن الحيوان بالعقل ولم يضعه للزينه فقط
ولكن ومع كل الذي قيل عنها وقفت صديقتي بوجه الجميع دون حجاب وفخوره بذلك, نعم هي دون حجاب ولاتختلف عن المحجبه الا بشيء واحد وهو انها قويه وشجاعه قررت عدم الاطاحه بعقليتها وفكرها, انا شخصيا اعتبر الحجاب مسأله شخصيه ولكل الحق بفعل مايشاء بجسده ,طالما لديه عقل يفكر مالك انت وماله؟ له رب يحاسبه , ما اثار غضبي هو وصف احدى النساء لصديقتي بالزانيه حين عرفت انها تركت الحجاب , سيدتي المحجبه انتي تتهمين غيرك بالزانيه ! هل تملكين ادله ام ان كونك محجبه يعطيك من الحقوق لتتعدي على حقوق غيرك ,لا سيدتي المحجبه كما تفتخرين بأنك محجبه ستفتخر الغير محجبه بنفسها وسترفع رأسها دون حجاب لتثبت للعالم انها قويه وضد قمع الحريات .
بعيدا عن النصوص الدينيه المختلف في تفسيرها والاحاديث الشريفه.. لننظر الى الواقع ونسأل انفسنا:-
هل المرأه الغير محجبه غير خلوقه وغير مؤدبه مقارنة بالمحجبه ؟
هل يمنع الحجاب المرأه من القيام بالمعاصي ؟
هل الرجل العربي المسلم عندما ينظر الى المرأه و في باله شهوة و جنس لا يحاسب ؟!
هل كل امرأه محجبه تصلي؟
وهل عدم ارتداء الحجاب يمنع الصلاة؟ ويبقى السؤال الاهم ايهما اهم الصلاة ام الحجاب؟ المفترض ان الصلاة هي العباده التي تقوم اخلاق الناس وتهديهم للطريق الصحيح
عندنا الاهل يضغطون على المرأه ويجبروها على الحجاب ولا يهتمون فعلا ما اذا كانت تصلي ام لا,انا ضد الفرض لكن لو افترضنا انكم تريدون الحجاب لابنتكم الم تفكروا ان تعلموها دينها بالطريقة الصحيحة اولا؟ و زرع حب الدين والايمان في نفوسهم ثانيا؟ فرضكم الحجاب لايعني الاشيء واحد وهو انكم تبحثون عن مظاهر لا اكثر ومن خلال أبنتكم سترفعون شعار التدين, فالوالد يريد ان تكون ابنته باحسن صوره امام مجتمعه وعندما سيساله احد ما ان كانت تصلي او ما اذا كانت على خلق فمؤكد انك ستتلعثم عندك الكلمات وستخبئ وجهك كالنعامه.
هناك منحنى اخر للموضوع , منحنى لم يفكر فيه الا قلة , افتعرفون لماذا تضطر االمرأه الى التزام البيت . اتعلمون لماذا لايفضل للمرأه ان تخرج لوحدها في الشارع, اتعلمون لماذا يجب على المرأه ان تلبس ملابس قد ترغم عليها احيانا , بل الا تسألون لماذا لايسمح للمرأه الكلام مع زميلها وان تكلمت معه فالتقرأ السلام على سمعتها.
السر يكمن في ظن السوء والتفكير القذر عند العرب والمسلمين فنحن دائما نقدم السيء على الحسن ونشك بالمرأه ونعتبرها مصدر عار لنا
فهم لا يرون حقيقه ان هناك رجال ليس عندهم اخلاق و هناك نساء غير مهذبات ولا اقصد هنا التعميم لا عند الرجال او النساء , لكن البعض من الرجال لايغضون ابصاراهم عن النساء ولا يخجلون من التحرش والمعاكسات اللفظيه , اخلاق المرأه عندنا تقيم على حساب كلام الناس فلو تحل هؤلاء الرجال بالاخلاق الاسلامية الصحيحه لكانت المرأة بسلام ,
المشكلة ان القوانين المدنية والعرفية لاتعاقب من يتحرش بالمرأه بل تحاسب المرأه نفسها هذا هو التخلف بذاته, فهنا نحن نحاسب الضحيه ونترك الجاني
لقد اخطأ نبيل العوضي حين ترك اللوم كله على عاتق المرأه و حثها على لبس الحجاب لمنع الرذائل و المعاصي من الحدوث, فلو كان مع احترامي الشديد له حكيما فيما يقول لنهى الرجال عن هذا التفكير الحيواني القذر و لعلمهم ان المرأه ليست اداة المتعة الجنسية للرجل , وان اي رجل يفكر هكذا بأمرأه سيكون عقابه شديدا من ربه , وايضا كان من الافضل ان ينصح جميع الآباء ان يربوا ابنائهم على الاخلاق العاليه ويعلمهم بأن لايتجاوزوا على بنات الناس , لا ان تضغطوا على البنت بان تقوم بكل شيء لكي تبقون على ما انتم عليه من انحلال وانحطاط , المجتمع متكون من امرأه ورجل والكل يجب ان يساهم ببناءه فليست المرأه وحدها,اتعلمون في الغرب تسير المراه لوحدها في الشوارع ولا احد يتكلم معها او يزعجها لماذا ! لأن هناك اخلاق و قانون كافر في دول كافره .
البعض الكثير من المسلمين لايخجل وعقولهم متحجره اما عن الاخلاق فحدث ولا حرج فهم لا يعرفونها الا بالأسم ربما سمعوا فيها بالصدفه, اللوم هنا يقع على الاهل اولا كونهم لم يعلموا اولادهم التربيه الحسنه لم يلعموا الاولاد ولا حتى البنات
معظم الرجال يركضون وراء الفتيات وكأنهم كائنات فضائيه ’ سواء كانت ترتدي ملابس محتشمه دون حجاب او مع حجاب او حجاب و"بوشية" لم ولن تفرق عندهم , كفاكم مسخره يا المنادين بفرض الحجاب على المرأة , اعلموا ان العيب فيكم وليس في المرأه و المرأه ليست مجبره على تحمل العيوب التي في عقولكم.
و للحديث بقية ...
