عالم مثالي ... عالم الاحلام

في تصوري لو كان العالم مثاليا لرأيت الناس يرمون مخلفاتهم بانفسهم في سلات الزبالة وليس من نوافذ السيارات, و لرأيتهم يبتسمون لعامل النظافة لانه انسان يؤدي عمل مهم لهم ولا يتجاهلونه كأنه عامود كهرباء و تجدهم يعرضون عليه كوبا من العصير البارد ليطفئ ظمأ الظهيرة الشديد الحرارة.

لو كان العالم مثاليا لرايت الناس في الشارع يلقون التحية على بعض مبتسمين سواء اكانوا يعرفون بعض ام لا.

و في العالم المثالي تجد دور العجزة خاوية لان الاجداد و الجدات في بيوت ابنائهم و بناتهم يحظون بالرعاية التي يستحقونها و الابناء يتسابقون في خدمتهم.

تجد في ذلك العالم صاحب اي مشروع ينفذ مشروعه باخلاص لانه يعرف ان اخوه المواطن سيستفيد من هذا المشروع و ان الجودة و الامانة اقل ما يمكن ان يقدمه لوطنه وليس همه "كم يبوق" لكي يزيد من رصيدة الخيالي" وذلك على حساب المشروع والوطن

الاعلانات في العالم المثالي حقيقية و تعكس ما تجده لدى البائع و ليست وسيلة لاستدراج و سرقة المشتري.

في العالم المثالي المستشفيات همها الاول و الاخير الرسالة الانسانية التي تحملها و هي تخفيف معاناة المريض و العناية به و السعي لايجاد افضل السبل لتحقيق هذه الرسالة ... ولا ان تنتظر موعد علاجك لمدة شهر او شهران و انت نصف ميت لانك لا تملك ثمن "العناية الطبية في المستشفيات الخاصه , او الواسطة لتقديم موعد في المستشفيات العامه"

المسؤول ينزل بنفسه لمتابعة شؤون المواطنين و يتاكد من ان كل الامور تسير على ما يرام و يسعى الى التطوير الدائم و التحسين و يتقبل نقد المواطن بصدر رحب و يدرسه و يعمل به اذا تبينت فائدته... هذا ايضا يحصل في العالم المثالي

في العالم المثالي نعترف باخطائنا و لا نكابر و لا تاخذنا العزة بالاثم و نعلم اولادنا بان يستفيدوا من اخطائنا و يتعلموا منها

و التاجر في ذلك العالم قلبه على المواطن و يستغل المواسم في "تخفيض" الاسعار لانه لا يسعى لمص محفظة الشاري في هذه الفترة الحرجة

في هذا العالم الجميع يكنون لبعض الاحترام و التقدير و المحبة و يتمنون لبعض الخير و يحملون الكلام على المحمل الحسن و لا" يدورون او يلفون "على المعنى او يصطادون في الماء العكر

الصحف و القنوات منصفة و حياديه و تعتبر نافذه ثقافيه و مصدر وعي للمجتمع و تتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقها ولا تنشر حوارات لم تحصل اصلا او اخبارا مفتعلة او مبالغ فيها

في العالم الحقيقي يبدو العالم المثالي مثير للشفقه و للسخريه لانه للبعض عبارة عن تخيلات و اوهام ...

و المحزن انه ليس من الضروري ان نكون في عالم مثالي لكي تتحقق هذه "الامنيات" ... يكفي ان يؤدي كل عمله